السلياك: لماذا يجب على الوالدين المبادرة بالكشف عنه في المراحل المبكرة للطفولة ؟

مرض السيلياك هو مرض مناعي يضر بالأمعاء الدقيقة والذي يسبب استجابة الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي لبروتينات يكون مصدرها غالبا القمح والشعير. ولكن ماذا يعني استجابة الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي أو سبب حدوث مرض السيلياك؟

السلياك:  لماذا يجب على الوالدين المبادرة بالكشف عنه في المراحل المبكرة للطفولة ؟
ضرورة الكشف عن السلياك


مرض السيلياك  هو مرض مناعي يضر بالأمعاء الدقيقة والذي يسبب استجابة الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي لبروتينات يكون مصدرها غالبا القمح والشعير. ولكن ماذا يعني استجابة الجهاز المناعي بشكل غير طبيعي أو سبب حدوث مرض السيلياك؟

جهاز المناعة الانسان مهيأ لحماية الجسم ضد الأجسام الغريبة الداخلة إليه ولكن في مرض السيلياك الذي يعد أحد أمراض المناعة الذاتية يحدث خطأ في التعرف على (الغلوتين) فيتعرف عليه على أنها مادة ضارة نتيجة الخلل مما يسبب هجوم جهاز المناعة على سطح الأمعاء الدقيقة بحثا عن الجسم الذي يعتقد أنه غريب، ويحدث ذلك عند تناول المريض أطعمة تحتوي على غلوتين، هذا الأمر يسبب تلفًا في الزغابات الموجودة على سطح الأمعاء الدقيقة والمسؤولة عن امتصاص العناصر الغذائية مما يجعل المريض يعاني في النهاية من سوء التغذية.

 يمكن العثور على حالات السيلياك في جميع أنحاء العالم، وتعرف بانتشارها العالي في سن الطفولة وفي فترة البلوغ، خاصة بين الأشخاص ذو البشرة البيضاء (تقارب 1٪). ومع ذلك يظل العديد من المرضى غير مشخصين في الواقع. وقد يكون نتيجة سحب الغلوتين من النظام الغذائي بشكل صارم ان يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة.

يمكن أن يكون مرض السيلياك لدى الأطفال بلا أعراض، أو يمكن أن يسبب أعراضًا هضمية خفيفة أو قد يظهر بصورة شديدة بما في ذلك فقر الدم، وفشل النمو أو فقدان الوزن، واضطرابات البروتين في الدم، والإسهال، والجفاف، واختلال في توازن المعادن. يمكن أن تؤدي هذه التباينات الواسعة إلى تأخير التشخيص وزيادة خطر التشخيص الخاطئ. إلى جانب ذلك، يبدو أن مرض السيلياك يتأخر تشخيصه بنسبة كبيرة؛ مما يسبب زيادة خطر الوفاة عند البالغين. وبالتالي، فإن التشخيص الفوري لمرض السيلياك أمرٌ ضروري. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض البيانات المتعلقة بتأخير التشخيص لدى الأطفال، وكذلك العوامل المحتملة المرتبطة بالمخاطر، كما في نتائج الدراسات وعادة ما تكون هذه الدراسات تعتمد على عينات صغيرة.

في أحدى الدراسات، تم الإبلاغ عن نطاق واسع من تأخير التشخيص بالمرض، حيث يصل إلى 10 سنوات في بعض الحالات.

تؤكد الدراسات أيضًا أن وقت تأخر التشخيص عند الأطفال أقصر مما هو عليه عند البالغين، لكون تشخيص المرض عند الأطفال أسهل و أبسط. يعود ذلك إلى أن طبيب الأطفال العام أو طبيب الأطفال الذي يعمل في المستشفى هو من يترأس عملية التشخيص، وبالتالي؛ لن يضطر المريض إلى استشارة عدة متخصصين لأعراض مرضه المتنوعة، على الرغم من تشابه المظهر السريري للسيلياك بين الأطفال و البالغين، مثل التغير في عدد كريات الدم الحمراء، و الأعراض التي تتعلق بالمعدة و الأمعاء.


نظرًا لما تم ذكره عن أهمية التشخيص المبكر وقِصر وقته، فقد وُجد أن العوامل المؤثرة في تأخر التشخيص لدى الأطفال هي نفسها للبالغين. لكن لحسن الحظ، التأخر في التشخيص لدى الأطفال غير مصحوب بالمضاعفات المعروفة في السيلياك، ولكنه قد يكون سبباً في متلازمة سوء الإمتصاص؛ مما قد يضطر الطفل للتغذية الوريدية.

يعد تقليل الوقت المستغرق للتشخيص لدى الأطفال أمرًا بالغ الأهمية، لكونه عاملًا مؤثرًا في تقليل إنتشار الأمراض المناعية لديهم مقارنةً بالبالغين. ويعتبر الفحص المبكر للأشخاص المصابين بعدة أمراض مناعية أو الذين يمتلكون تاريخاً عائلياً لمرض السيلياك من العوامل التي تقلل الوقت المستغرق للتشخيص. كما ذكرت إحدى الدراسات أن المرضى الأصغر سناً يتم تشخيصهم في وقت أقل، خاصةً الاطفال الذين لم تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات.


قد يرتبط إرتفاع عدد حالات نقص النمو لدى مرضى السيلياك بعدة أمراض أخرى، ووُجد أن السيلياك قد يسبب هشاشة العظام للأطفال مثلما يحدث في حالات البالغين، خاصةً في الأطفال الأكبر سننا، ويندر وجودها في الرضع. ولم يتم العثور على أي إختلافات ذات أهمية بين الجنسين في النتائج.


(ملاحظة): هذه الدراسة لا تزال أكبر دراسة تمت حول التشخيص المتأخر لمرض السيلياك في الأطفال، حيث تم إجراء تحليل شامل وتسجيل للمرضى من جميع مناطق إيطاليا تقريبًا، مما يوفر صورة شاملة للبلاد.
في الختام، أشارت الدراسة إلى أن معظم حالات مرض السيلياك في الأطفال يتم تشخيصها في وقت مناسب. ومع ذلك، توجد بعض الحالات التي تتضمن أعراضاً هضمية، أعراضاً نادرة، أو ارتباطات مرضية مختلفة يمكن تؤدي إلى تشخيص خاطئ أو تشخيص متأخر. لذلك؛ يُعتبر نشر الوعي بالأعراض المذكورة في هذه المقالة مفيدًا للتعرف المبكر على المرض وتفادي التشخيص الخاطئ.

لذا؛ ندعوكم جميعًا إلى نشر الوعي حول مرض السيلياك وأهمية التعرف على أعراضه، للحفاظ على صحة الأطفال وضمان تشخيصهم بشكل سليم. حيث أن الوقت المبكر للتدخل يعد عاملًا مؤثرًا قد يحدث فارقًا كبيرًا في حياة الأطفال المصابين بهذا المرض. 

شاركونا في نشر الوعي والمعرفة من أجل صحة أطفالنا.